ادخلوووووووووووو بنااااات

الخميس أبريل 05, 2012 3:35 pm

اخباركم بنااات
هادا الشهيد زياد يوسف البزور(عمي)

غدر الفلتان الأمنيّ يختطف الشرطيّ بزور من عرسه المنتظر(الشهيد زياد يوسف البزور)(عمي )الله يرحمه

ادخلوووووووووووو بنااااات 1344113400

لم يكنْ ذوو الشهيد زياد بزور وأصدقاؤه وذووه يعلمون أنّ يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من الشهر الماضي سيكون يوماً مشهوداً لهم، ففي الوقت الذي تعمل فيه أمّه الحاجّة وصفية لتجهّز له بيته الذي سيُزَفّ إليه بعد أسابيع والفرحة تملأ قلبها، وهي في كلّ يومٍ تتخيّل ابنها في بدلة العرس يُزَفّ إلى زوجته والفرحة تغمر قلبها وهي تدعو الجارات والأقارب لعرس ابنها.

زياد الذي قضى نهار الثلاثاء بتوزيع بطاقات الدعوة على أصحابه وأحبابه لم يكنْ يعلم أنّه سيكون آخر يومٍ له في هذه الدنيا.. لم يكنْ يعلم أنّه سيكون هدفاً لبعض من غرّتهم الأسلحة من فرسان الانفلات الأمنيّ. ففي مساء يوم الثلاثاء تفاجأ كغيره بهجوم عددٍ من المسلحين على مقرّ الشرطة حيث كان يداوم دون أنْ يعلم السبب، فما كان منه وتلبيةً للأوامر إلا أنْ وقف يدافع عن نفسه وعن أصحابه حيث باغته أحدهم برصاصةٍ في رأسه أصابته بمقتلٍ ليفارق بعدها الحياة دون أنْ يُتمّ فرحته بعرسه الذي كان قد أتعب نفسه من أجله وهو يدعو الأصدقاء.

الخبر الصاعقة:

وقع نبأ استشهاد البزور، كالصاعقة على رأس والدته التي كانت تنتظر يوم زفافه بفارغ الصبر، وقد جهّزت له كلّ شيءٍ، ليكون يوماً مشهوداً في تاريخ قريته الصغيرة. وبين لحظات الألم ودموع الحسرة في وداع عائلة البزور لابنها زياد، بعد خمسة أيامٍ من اغتياله، تحوّل موكب التشييع إلى تظاهرةٍ جماهيرية حاشدة غضباً وسخطاً على الجريمة التي أودت بحياته قبل نحو أسبوع من زفافه الذي طالما انتظرته والدته التي ودّعته شهيداً، بدل أنٍ تزفّه عريساً. وكانت الأم، في ذلك اليوم، على موعدٍ مع الحسرة الأبدية التي سترافقها طيلة العمر، حيث المأساة التي لم تتوقّعها أبداً وهي تفخر بانضمام ابنها للشرطة.

تقول الأم إنّها كانت تعتزّ وهي تشاهد ابنها زياد خارجاً من البيت، أو عائداً إليه ، وكانت تُلِحّ عليه من أجل الزواج، حتى وافق على ذلك أخيراً، دون أنْ تتوقّع، ورغم إيمانها بالقضاء والقدر، أنْ يعود إليها جثة هامدة. وبينما كانت الجموع الغفيرة تشيّع جثمان ابنها إلى مثواه في مسقط رأسه، كانت والدته، تبكي بحرقةٍ وهي تدعو الله أنْ ينتقم من الذي حرمها من فرحة زفاف ابنها.

وتضيف أنّها عندما سمعت بنبأ إصابة ابنها بالرصاص، كانت في زيارة لبعض الأقارب والأصدقاء من أجل دعوتهم لحضور حفل زفافه المنتظر. وتضيف: "كنت سعيدة من شدّة حبي لزياد وانتظاري لهذا اليوم والمناسبة التي تنتظرها كلّ أم، ولم أكنْ أعلم أنّ فرحتي لن تكتمل، وستتحوّل إلى حزنٍ أبدي".

أثرٌ بعد عين:

في البداية، تتابع الأم، أنها أبلغت بنبأ إصابة ابنها زياد، فاعتقدت أنّها لم تكنْ إصابة خطيرة، حتى وصلت مستشفى "الشهيد الدكتور خليل سليمان" الحكومي في مدينة جنين، حيث كان الأطباء يحاولون عبثا، إنقاذ حياة ابنها المصاب، وقد خرجت أجزاءٌ من دماغه، بينما كانت الدماء تغطّي جسده. ولم تحتملْ الأم، وكذلك شقيقات الشهيد، هول هذا المنظر الرهيب، فسقطن مغشياًّ عليهنّ، وهن يصرخن بأعلى صوتهن. داخل أروقة قسم الطوارئ في المستشفى الحكومي، كان الشقيق يبكي وينادي زياد، والشقيقة تصرخ وتمسح يديها بدمائه، والأم تبكي وتقع أرضاً دون أن تتوقّف عن الصراخ.

فما كان من إدارة المستشفى في محاولة للحفاظ على حياتيه إلا أنْ تنقله إلى مستشفى العفولة القريب من جنين وفعلاً تمّ تجهيزه للنقل وانطلقت السيارة تسابق الزمن للوصول للمستشفى ولكنْ لم يكتمل وصوله إلى المستشفى فبعد انطلاق السيارة بربع ساعة حتى تمّ تبليغ المستشفى أنّ زياد قد فارق الحياة.

سخط شعبي عارم:

ما إنْ شاع نبأ وفاة الشرطي زياد، حتى توجه المئات من أهالي قرية "رابا" وجنين، في وقتٍ متأخّرٍ من ليلة الجريمة، إلى مقرّ قيادة قوات الأمن الفلسطينيّ في المدينة، حيث أبلغوا القيادة الأمنية الميدانية، بقرارهم الرافض لدفن الشهيد، حتى اعتقال قتلته، وتقديمهم للمحاكمة.

وكان الموقف موحّداً من جميع القوى والتنظيمات والفعاليات يقضي بملاحقة قتلة الشهيد البزور، وقطع دابر الجريمة والفوضى. تبعت جريمتي قتل الشهيد، ومهاجمة مقر قيادة الشرطة، كما قال العقيد الركن ماجد هواري، مدير شرطة المحافظة، حملة اعتقالات واسعة في صفوف المشتبه بهم بارتكاب الجريمتين، إضافة إلى المتورّطين في ممارسات خطيرة تمس الجبهة الداخلية. وأكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ دون عقابٍ وستكون نهايةً لما وصفه بالفوضى والعبث.

الفصائل تستنكر..

من ناحيتها استنكرت حركة "حماس" الحادث في بيانٍ وزّعته الجريمة النكراء، وطالبت السلطة بأنْ تفرض القانون في الشارع والضرب بيد القانون على يد جميع من يحاول العبث بأمن المواطنين مطالبة إياها بإلقاء القبض على القتلة وتقديمهم إلى العدالة.

من ناحيتها أصدرت "كتائب الأقصى" بياناً تبرّأت فيه من القتلة مطالبة بإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.

وأمام هذه الأصوات، والحملة الواسعة التي بدأت أجهزة وقوات الأمن والشرطة، بشنها في صفوف المشتبه بهم بارتكاب الجريمتين، وافقت عائلة البزور، على إجراء مراسم الدفن لابنها الشهيد الذي شيّع جثمانه أكثر من عشرة آلاف مواطن في مسيرةٍ ضخمة سرعان ما تحوّلت إلى مظاهرةٍ شعبية حاشدة ضدّ الفلتان الأمني وفوضى السلاح.

مسيرة التشييع:

وانطلق المشيّعون بمسيرةٍ جماهيرية ضخمة، تقدّمها قادة وضباط الشرطة، وأجهزة الأمن، وقوات الأمن الفلسطينيّ، وممثّلو القوى الوطنية والإسلامية، والفعاليات الشعبية، وهم يردّدون بصوتٍ واحدٍ هتافاتٍ تطالب بإعدام قتلة الشهيد، وإنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني، وتطبيق القانون على الجميع. وخرج أهالي "رابا" والقرى المجاورة، عن بكرة أبيهم في وداع الشهيد وسط مشاعر السخط والحزن.

وكان المنظر الأشدّ مرارة، عندما أُدخِل الجثمان إلى منزل عائلته، حيث ألقت والدته وخطيبته وشقيقاته بأجسادهن فوق جثمانه، في مناظر تقشعر لها الأبدان. وما إنْ أخرجت ثلّة من حرس الشرف، جثمان الشهيد محمولاً على الأكتاف من منزل عائلته، حتى حاولت والدته العجوز اللحاق بالموكب وهي تصرخ وتبكي حزناً على ابنها، بينما كانت ألسنة المشيّعين تلهج بالمطالبة بإنزال أشدّ العقوبات بمرتكبي الجريمتين.

وطالبت القوى الوطنية والإسلامية بوضع حدٍّ للانفلات الأمني الكبير في المحافظة مطالبة المسؤولين العمل بجدية لفرض القانون على الجميع دون استثناء أحد، مستهجنةً طلب المسؤولين من الناس وضع حدٍّ للانفلات الأمني الحاصل في المدينة حيث قالت إنّ الناس هم بحاجةٍ للأمن وعلى المسؤولين أنْ يوفروا لهم هذا الأمن وإذا عجزوا عن ذلك عليهم التنحّي عن وظائفهم ليصل إليها من يستطيع أنْ يفرض الأمن ويوفّر الأمان للمواطن.
ادخلوووووووووووو بنااااات 1344113400